بينما أتابع وأترقب العدوان الإسرائيلي على إيران، والتي ردت بقرابة 300 صاروخ على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة والمعروفة بدولة إسرائيل، من خلال 6 موجات صاروخية، رن الهاتف، في البداية قلت لن أرد لأني كنت مصدوما مما حدث، ولم أكن أتوقع أن إيران بذلك الوهن الأمني داخلياً، خاصة مع إعلان وبث الكيان مشاهد لعملائه وهم ينصبون المنصات لإطلاق الصواريخ صوب منازل العلماء والقادة العسكريين والقواعد العسكرية والمنشآت النووية، والتي استهدفتها إسرائيل بالطائرات الأمريكية "أف 35" بخلاف المسيرات.. وأمام إلحاح الرنين اضطررت للرد.. إنه صديقي القديم الأستاذ صالح الذي فاجأني بالقول:" شفت المصيبة اللي حصلت يا أخويا محمد؟
العبد لله: أيوه.. وأنا أتابع الموضوع.. كارثة 20 قائد عسكري و6 علماء يتم اغتيالهم في منازلهم باستثناء قائد الحرس الثوري حسين سلامي الذي كان في مكتبه.. و60 موقعا عسكريا.. هي كارثة بكل المقاييس، وتأتي ضمن القضاء على كافة القدرات العسكرية بالشرق الأوسط لضمان أمن إسرائيل، والدور علينا إما فتح الحدود لأهل غزة أو ذات المصير.
صالح: يا أخويا محمد سيبك من إيران دي عاملة زي الجبنة القريش تمسكها تتفتت في إيديك، يا أخويا محمد هو رئيس حماس إسماعيل هنية مش إخرائيل اغتالته عندها وماكانوش عارفين يوصلوله.. وشوف الوعد الصادق الأول والثاني إخرائيل كشفت عن ضعف أمنهم الداخلي وإنها مخترقة إيران من الداخل.. بقولك خلينا في مصيبتنا احنا..
العبد لله: أيوه والله، نحن في وضع لا نحسد عليه.. لكن إيران قدرة عسكرية لا يستهان بها، وهي الرهان الوحيد الباقي في مواجهة الصهيونية وحلمها بإسرائيل الكبرى..
ويقاطعني صديقي صالح: أنت عرفت اللي حصل؟ مدير الإدارة التعليمية، يعني وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، أجتمع بمديري المدارس اللي بها لجان ثانوية عامة يوم الأربعاء الماضي، وقال "تعليمات الوزير للمدارس توفير 10 كولمنات، ولو مفيش تبقى المدارس تجيب زجاجات مياه ساقعة وتوزعها على الطلبة، قلنا له ليس لدينا ميزانية لذلك، قال مدير الإدارة كل مدير مدرسة يتصرف مع نفسه ومع المدرسين".. وكمان مطلوب 10 مدرسين يوميا يقفون أمام باب المدرسة لتنظيم دخول الطلاب، وأول ما تبدأ اللجنة ينصرفوا.. قلنا ذلك غير قانوني، لأنه ممنوع دخول اللجنة لغير رئيسها والمراقبين والملاحظين والإداريين الذين تم تعيينهم لذلك.. قال وكيل الوزارة هذه تعليمات الوزير!
العبد لله: كلام جيد، بذلك يمنحونكم بدل يعني هترتاح معاك السنة دي مراقبة لجنة وأدي كمان أمن لجان امتحانات الثانوية العامة.. محدش قدك يا عم
صالح: أنت عارف أنا كنت أراقب في داخل المحافظة، وبسافر كل يوم لمركز تاني، يوميا محتاج 100 جنيه مواصلات بعد ما زادت طبعاً لارتفاع سعر السولار والبنزين والجاز، وفطار وشاي وقهوة، يعني في 10 أيام صرفت ألف جنيه.. عارف باقول يارب تكون المكافأة ألف جنيه.. أما الوقوف على باب اللجنة ببلاش.. وموضوع المياه الساقعة مديري المدرسة قال نجمع من بعض قلنا له لن ندفع..
العبد لله: وكلام الوزير؟
صالح: يا أخويا محمد عندي سؤال.. الوزير ده جابوه منين؟ من مدارس الست والدته، طيب ما هي التجربة الفريدة التي قدمتها تلك المدارس عشان يأتي ابنها وزيرا للتعليم؟
العبد لله: لا أعلم.. ولكن أنا بصراحة عندما أشاهده أتذكر بتوع الكارتة بالمواقف، وأتذكر سائقي ميكروباصات رامكو، على خط رمسيس إمبابة/ الوحدة/ القومية العربية.. معرفش ليه؟!
صالح: ذلك الوزير كل اهتمامه بالطلبة، فاكر نفسه في مدارس ماما، ولازم يهتم بالطلبة لأنهم مصدر دخل المدرسة، علماً بأن تطوير التعليم يبدأ بتطوير المعلم من النواحي العلمية والمادية.. كرهنا في المهنة، عارف واحد صاحبي أبنه أخذ ليسانس آداب إنجليزي، أبوه قاله أشتغل مدرس، تعرف الواد رد على أبوه وقاله إيه؟
العبد لله: إيه؟
صالح: قال له عايزني أبقى شحات زيك.. تصدق
العبد لله: أصدق
صالح: وأنت قاعد تتفرج على إيران انظر لخيبتنا، والوزير اللي مبهدل المدرسين يا راجل في دول العالم مرتبات المدرسين أعلى رواتب، أنت فاكر زمان واحنا في المدرسة كنا بناخد دروس خصوصية في سنة ستة ابتدائي بس، وفي ثالثة إعدادي بس، وفي ثالثة ثانوي، وكنا دائما نأخذ دروس في الإنجليزي والفرنساوي، وكان المدرس لا يدعونا ولا يرغمنا نأخذ درس خصوصي، وكان مهتم بالشرح، عارف ليه؟ لأنه كان يحصل على مرتب يكفيه، لأن الدولة كانت حريصة على إشباع المواطن مش تجويعه، خاصة الموظفين العاملين بالدولة سواء كان مهندسا أو دكتورا أو مدرسا، حتى اللي كان موظف خارج منظومة الوظيفة الميري، كانت الدولة بتراعيه.. فاكر بطاقة التموين والجمعية التعاونية الاستهلاكية والكساء الشعبي، كل حاجة كانت للجميع، من أجل ذلك كنت لا ترى فوارق، كنا سواسية، واللا نسيت البيجامة الكستور.. أيام ربنا يعيدها.. تفتكر ممكن ترجع تاني؟
سلام أسيبك تشوف إيران، وأنا أشوف هاعمل إيه مع وزير التعليم.
---------------------------------------
بقلم: محمد الضبع